(يوم العفاف العالمي)
قال الله العظيم في محكم كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (الأحزاب ٥٩).
في ذكرى ولادة السيدة الجليلة زينب الحوراء (عليها السلام) في الخامس من جمادى الأولى (يوم العفاف) يقول السيد عبد الحسين دستغيب (قدس سره) أن العقيلة تحدثت في خطبتها عن الستر لعظم المصيبة التي هزت ضمير الإنسانية ولكن للأسف هذا الأمر مهمل لدى الكثير من مجتمعاتنا، وقبل الحديث عن الموضوع علينا أن نقرأ كلمات العقيلة (عليها السلام) وهي تخاطب يزيد اللعين بقولها: (أَمِنَ الْعَدْلِ يَا ابْنَ الطُّلَقَاءِ تَخْدِيرُكَ حَرَائِرَكَ وَسَوْقُكَ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ سَبَايَا؟؟ قَدْ هَتَكْتَ سُتُورَهُنَّ وَأَبْدَيْتَ وُجُوهَهُنَّ يَحْدُو بِهِنَّ الْأَعْدَاءُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ وَيَسْتَشْرِفُهُنَّ أَهْلُ الْمَنَاقِلِ وَيَبْرُزْنَ لِأَهْلِ الْمَنَاهِلِ وَيَتَصَفَّحُ وُجُوهَهُنَّ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ وَالْغَائِبُ وَالشَّهِيدُ وَالشَّرِيفُ وَالْوَضِيعُ وَالدَّنِيُّ وَالرَّفِيعُ، لَيْسَ مَعَهُنَّ مِنْ رِجَالِهِنَّ وَلِيٌّ وَلَا مِنْ حُمَاتِهِنَّ حَمِيمٌ، عُتُوّاً مِنْكَ عَلَى اللَّهِ وَجُحُوداً لِرَسُولِ اللَّهِ وَدَفْعاً لِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَلَا غَرْوَ مِنْكَ وَلَا عَجَبَ مِنْ فِعْلِكَ).
وهنا تتحدث العقيلة عن وجود مشاريع شيطانية للقضاء على المشاريع الإلهية ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره، فالله سبحانه وتعالى ندب عباده ليواصلوا الطريق ويسعوا إلى كمالهم الذي فيه نجاتهم ولكننا للأسف نجد أن مشاريع معطلة تأسست ووضعت بين يدي أصحاب الشأن ولكنها توقفت عند عدد محدود جداً من المجتمع الملتزم فبضاعة المجتمع الديني في الغالب تعرض على المؤمنين الملتفتين وهي طبعا مهمة، ولكن يجب أن تتعدى هذه المشاريع لتطرق أبواب المخالفين أو الغافلين والمغفلين الذين غرتهم وغزتهم صيحات الماكرين الذين حاولوا مخادعة ومخاتلة المجتمعات الدينية وليس الإسلامية فقط، فنرى هذه المجتمعات وقد تخلت عن تعاليمها حتى التي ألزموا أنفسهم بها ، مع اعتقادنا إنها لا تطابق الكتب السماوية، ولم يبقى من دينهم إلا بعض الطقوس الرتيبة التي لا تدفع باطلا ولا تجلب حقا ومن أمثلة ذلك هو الحجاب .
نعم الحجاب الذي أستغنى عنه الكثيرون من الذين ينتمون للديانات السماوية وكان آخرهم المجتمع الإسلامي مع شديد الأسف ولهذا نرى أن شهيدنا الصدر قدس سره خاطب النصارى بضرورة الالتزام بآداب مريم العذراء سلام الله عليها وشريعة المسيح عليه السلام(١) فمن باب أولى إن المجتمع الإسلامي يفترض أن يلتزم بذلك وبالأخص الذين ينتمون لمدرسة العترة الطاهرة عليهم الصلاة والسلام ، ومع وجود هكذا تقصير خصوصا بعد دخول الاحتلال وانفتاح المجتمع العراقي على العالم من دون ضوابط ولا رادع وإهمال من قبل المعنيين سواء كانوا طلبة العلوم الدينية(٢) ورجالات العشائر الذين يعرف عنهم الغيرة على الأعراض والنخب الثقافية والعقائدية والجهات السياسية التي تصدت بإسم الإسلام وبالأخص بعد طرح فكرة الجندرية أو النسوية في مجتمعاتنا، نقول مع وجود هكذا تقصير كان لابد من وجود نخبة تنبري لتحريك عجلة التقدم لدعوة المجتمع للعودة إلى أحضان الإسلام وبطريقة سلمية من خلال عدة وسائل وبنفس الوقت توصل صوت العفة والطهارة من خلال رمزية الحجاب للمجتمعات الأخرى ، ومما تم طرحه في هذا الصدد هو قيام مجموعة من المؤمنات من طالبات العلوم الدينية على تكوين مجموعات نسوية ، كل مجموعة تختص بحقل معين كي يتم التفرغ له والإطلاع على تفاصيله والإبداع فيه على مستوى التأليف والنشر والحوار وما إلى ذلك من أمور تؤدي الغرض المطلوب وكانت واحدة من أهم هذه المجموعات هي مجموعة الحجاب وقد حظيت بمباركة المرجعية الدينية وأنقل مضمون ما وجهت به المرجعية الرشيدة (مشروع مبارك وضروري .. أسال الله تعالى ان يمدّكم بتأييده وينير طريقكم بالوعي والبصيرة والإخلاص ، وأعلموا جميع الأخوات ليشاركن فيه بالكتابة والنشر والتعميم والاستفادة ان شاء الله تعالى) .
وبالفعل قمنا بالتعاون مع مجموعة صغيرة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة!!! من اللواتي أقتنعن بالفكرة بكتابة الهوية التعريفية للمشروع وبعد ذلك قمت بتسليمه للجهات ذات العلاقة . ولكن رغم مرور أكثر من ثلاثة سنوات لم نجد تحركا ملبيا للطموح والذي أوضحته في الملاحظة رقم (١) بل أقتصر على الشأن الداخلي وهنا أوجه دعوة لكل من تجد في نفسها الرغبة للعمل من أجل الإسلام العظيم الالتحاق بهكذا مشاريع نصرة للإسلام العظيم وقادته الميامين متقربين بذلك لله رب العالمين عسى أن يعفو عنا ويكفر سيئاتنا إنه هو السميع العليم .
الخطيب الحسيني السيد رسول الياسري
____
ملاحظة:
(١) وهي خطوة لا أقول بالاتجاه الصحيح بل أقول حكيمة وحركة تصحيحية للمسار والمنهج الحركي لأن تحرك الدعاة كما يحبون أن ينعتوا في الأغلب يكون كردة فعل وليس فعل وتكون من موقع الدفاع لا الدعوة للانتماء لصف الأخيار وهذا ما جعل الخطوات بطيئة وهجمات العدو متكثرة والتصدعات عميقة .
(٢) ولم أقل العلماء أدامهم الله وحفظهم من كل مكروه لأنهم يعولون على حركة طلبة العلم وهم من يوجه ويفعل ولكن يبدو أن الناصر غير ملتفت لتوجيهات القيادة الدينية .
(٣) سننشر في الحلقة المقبلة إن شاء الله تعالى الهوية التعريفة للمشروع ثم ننشر حلقة عن برامج وأوراق عمل للعاملين في هذا الحقل المهم ومنه نستمد العون والتوفيق .
(٤) من تريد التواصل مع الأخت الموقرة التي تعمل بإدارة هذا العمل فعليها التواصل على الواتسآب
07734301192 أم فاطمة
