عندما يمتلك الإنسان ثقافة واعية وفكر وقاد وهوية ذات أسس رصينة، ويثق بكل معطيات هذه الهوية وأهدافها، فإن أعماله وسلوكياته ومواقفه ستكون منسجمه مع تلك الهوية وتلك الثقافة بعيدا عن الضعف والتزلزل و الإزدواجية .
والسيدة زينب ع تمتلك الثقة العالية بثقافتها وفكرها وتراثها العلمي والثقافي وتعيش تمسكها بهويتها الاسلامية النابعة من وحي الثقلين، وقد قدمت هذا الأمر وبشجاعة مطلقة في مناسبات ومحطات عديدة أثناء سفر الإباء.
ومن تجليات الشجاعة هنا :
المحافظة على الحجاب الإسلامي، والتمسك به رغم كل الجريانات الشديدة التي مرت بها ، ، وهذا من أهم عوامل القوة في شخصية المرأة.
فالمرأة المحافظة على خدرها وسترها وتجللها؛ تكشف بذلك عن الإنسجام الكامل بين ثقافتها الدينية و سلوكها العملي، وهنا تكون شخصية قوية قيادية ، بعيدة عن ضعف الهوية، مجانبة للازدواجية بين حمل المبدأ وعدم تطبيقه.
والتاريخ يتحدث لنا عن ستر السيدة زينب ع وجلال حجابها وهي تقدم التمسك به بشجاعة وثقة عندما وقفت لتقديم خطابها السياسي والعقدي والجهادي في ميدان الكوفة.
–يقول بشر ابن خزيم الأسدي : ونظرت إلى زينب ابنة علي يومئذ فلم أر خفرة أنطق منها كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين وقد أومأت إلى الناس ان اسكتوا فسكتوا )
وخفرة تعني تمام الستر والحجاب
وتقول الروايات أن السيدة ع عندما أدخلت مع السبايا في مجلس الطاغية جلست متنكرة حتى لاتبرز نفسها أمام الرجال الأجانب.
في رحاب الولادة الزينبية
الشيخ عمار الشتيلي
النجف الاشرف