وقفت سليلة الخدر العلوي وهي الخفرة التي لم ير انطق منها على حد تعبير حذيم بن شريك الاسدي عندما رآها ترتقي صهوة ركب الإباء في ميدان الكوفة ، وهي تفرغ عن لسان علي بن ابي طالب عليه السلام فصاحة وبلاغة وادبا وشجاعة ووعيا للمسوؤلية .
نلحظ امورا في الخطاب الزينبي منها :
اولا : المرسل للخطاب ( الخطيب )
حملت مؤهلات الخطاب العلمية
( انت عالمة غير معلمة ) ،
والفهم والادراك للعلم
( وفهمة غير مفهمة ) .
توفر خطاب المتصدي لقيادة الموقف على الجانب العلمي الذي يتمكن من خلاله ايصال الفكرة والرسالة إلى المجتمع .
ثانيا : شجاعة التعبير عن الرأي :
( ثكلتك امك يابن مرجانة ) ،(كد كيدك واسع سعيك ..) ، الشجاعة المستندة على الاستيعاب لمتطلبات الموقف ، والتفاني في المبدأ ، وقوة الشخصية .
قف دون رأيك في الحياة مجاهدا
ان الحياة عقيدة وجهاد
فكانت مواقفها متزنة ، وخطابها مركز على القضية الرئيسية
.
ثالثا :
حملت الوعي في ايصال الرسالة الاعلامية للمستقبل الكوفي والشامي ،
من اجل إحداث التاثير والاستجابة المقصودة ، وذلك من خلال فهم طبيعة ساحة الخطاب الثقافية والنفسية والاجتماعية.
فالمستقبل الكوفي يحتاج الى توبيخ وتقريع وعتاب شديد لأنه متخاذل ، ومنتكس ، ومتراجع عن وعوده ، وثوابته المدعاة .
فخاطبته (نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا ..)
اما المستقبل الشامي البعيد عن وعي الحقيقة ، الجاهل بالحدث ، المنشد الى الاعلام المزيف ، هذا يحتاج الى توعية وكشف للحقائق .
فخاطبته : ( امن العدل يابن الطلقاء تخديرك حرائرك واماءك وسوقك بنات رسول الله ..).
فوعي ومعرفة المستقبل ، ودراسة شؤونه، ومستواه ، يجعل الخطاب الموجه ناجحا مؤثرا .
………………………..
لنراجع خطابنا الاسلامي ونراه كم يحمل من هذه المقومات الناجحة .
سلام على الحوراء مابقي الدهر
ومااشرقت شمس وماطلع البدر
الشيخ عمار الشتيلي