لقد توجه المعسكر الغربي من جديد بتصدير أفكاره عن طريق عملائه في الداخل الذين كانوا هم المساندين والمروجين الإعلاميين لتلك الأفكار ، ويرمي هذا المعسكر عبر هذه الافكار الى التأثير السلبي على المجتمع لزلزلة معتقداته والتشكيك بدينه وبمتبنياته الاخلاقية.
ونرى أن من واجبنا تحذير المجتمع الإسلامي من أي دعوة يطلقها الغرب الكافر وان ينظر لها بعين الريبة خصوصا أنه يصدر بضاعته مغلفة بشعارات الدفاع عن الحقوق وما شاكل.
وأضرب لذلك مثلا وهو عندما اراد الغرب خديعة المرأة ونادى بضرورة إنصافها ومساواتها مع الرجل قام بتغليف دعوته الباطلة هذه بغلاف شعار حقوق المرأة بينما كانت الغاية الحقيقة من ذلك هي اخراج المرأة من حجابها وعفتها ودعوتها للتمرد على أعظم القوانين والانظمة الالهية الذي سنها الباري عز وجل ، وكانت من نتائج هذه الافكار ان صار الطلاق حالة مستشرية في المجتمع وزاد التفكك الاسري ، وعمل الغرب كذلك من خلال بث هذه الافكار على قلب الحقائق وشجع على عدم توقير الاسرة وجعل الرجل والمرأة في صراع دائم واوهم المرأة انها مظلومة في هذا الصراع وان الله تعالى لم ينصفها .
وامتدت يد الغرب إلى التشجيع على المشاريع التي تفكك الاسرة حيث ضغط عبر اتباعه في الداخل على إصدار قانون مناهضة العنف الأسري والذي يستبطن دعوة لعقوق الوالدين وسلب الابناء من اسرهم وجعلهم في دائرة الضياع لانه يعرف ان الأسرة هي الحاضنة التي تحفظ الأبناء من الضياع.
كما ان هذا القانون فيه تحريض للابناء على الوالدين وتحريض للازواج على بعضهم البعض وهو في الواقع تخريب ودعوة للتفكك الأسري والانهيار الاخلاقي وليس اصلاحا ولا دفاعا حقيقيا عن الحقوق كما يدعون وذلك لأن الاسرة هي الحصن الحصين والذي ينجح فيها ويثبت فهو متسامح ومتزن وحكيم في المواطن الاخرى واقصد مع الجيران وفي العمل ومع المغاير في الدين والعقيدة والشريك في الوطن .
لذا نجد الاسلام العظيم تحدث مع الطرفين الزوج والزوجة والوالدين والابناء ودعا كلا الطرفين الى الصبر والتحمل ووعد على ذلك حسن الثواب وعظم المنزلة من دون أن يغفل حق الآخر والحث على الحفاظ عليه وهو ما تفتقده النظرية الغربية .
الخطيب الحسيني: السيد رسول الياسري