ما هو الكبريت الأحمر الذي تتحدث الأحاديث والروايات عنه؟
الكبريت الأحمر الذي يتكرر ذكره في الأحاديث والروايات والأمثال، إنما هو شيء افتراضي يُضرب به المثل من حيث القيمة المثالية، أو من حيث نُدرة الوجود، أو الشيء الذي يستحيل العثور عليه.
قال المدني الشيرازي (۱): الكبريتُ الأحمرُ: الذَّهَبُ الأحمر، أو جوهرٌ يكون بنواحي وادي النّملِ الّذي مرَّ به سليمان عليه السّلام، أو هو مصنوعٌ يَعْمَلُهُ أهل الإكسير، أو هو حُراقاتُ الإكسير، أو لا وجودَ له بِالصّنعَةِ و لا بِالخِلقَةِ، وإنما يُذكَر؛ ولذلك قالوا: (أعَزُّ من الكبريت الأحمرِ)، (أعَزُّ مِن بَيضِ الأُنُوق)(۲) فيما لا يكون و لا يوجَدُ (۳).
الكبريت الأحمر في الأحاديث
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): “لَيْسَ شَيْءٌ أَعَزَّ مِنَ الْكِبْرِيتِ الْأَحْمَرِ إِلَّا مَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِ الْمُؤْمِنِ” 4چ(٤).
وعَنْ قُتَيْبَةَ الْأَعْشَى قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (٥) عليه السلام يَقُولُ: “الْمُؤْمِنَةُ أَعَزُّ مِنَ الْمُؤْمِنِ، وَ الْمُؤْمِنُ أَعَزُّ مِنَ الْكِبْرِيتِ الْأَحْمَرِ، فَمَنْ رَأَى مِنْكُمُ الْكِبْرِيتَ الْأَحْمَرَ؟! ” (٦).
…. هامش
١. هو السيد علي خان المدني الشيرازي المعروف بابن معصوم، ينتهي نسبه إلى زيد الشهيد ابن الإمام علي زين العابدين (عليه السلام)، ومن أشهر رجالات البحث والعلم والتأليف، له مكانة رائعة وشهرة ذائعة بين العلماء والمراكز العلمية وله مؤلفات كثيرة وغزيرة بالعلم، ولد بالمدينة المنورة سنة: 1052 هجرية، وتوفي بشيراز سنة: 1120 هجرية ودفن بها.
من مؤلفاته:
• رياض السالكين في شرح صحيفة سيّد الساجدين عليه السلام (7 مجلّدات).
• سلافة العصر في محاسن أعيان العصر.
• الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة.
• موضح الرشاد في شرح الإرشاد.
• الحدائق الندية في شرح الصمدية.
• نغمة الأغان في عشرة الإخوان.
• أنوار الربيع في أنواع البديع.
• الكلم الطيّب والغيث الصيّب.
• سلوة الغريب وأُسوة الأديب.
• رسالة في أغاليط الفيروز آبادي في القاموس.
• رسالة في المسلسلة بالآباء.
• التذكرة في الفوائد النادرة.
• المخلاة في المحاضرات.
• ديوان شعر.
٢. الأَنُوقُ: (الرخمة) طائر مِنْ فَصِيلَةِ النَّسْرِيَّاتِ، مِنْ رُتْبَةِ الجَوَارِحِ، لَهُ رَأْسٌ وَعُنُقٌ عَارِيَانِ مُلَوَّنانِ، يَتَغَذَّى مِنَ الجِيَفِ، وأعَزُّ مِنْ بَيْضِ الأَنُوقِ:- (مثلٌ): ذَلِكَ لأنَّهُ مِنَ الصَّعْبِ الظَّفَرُ بِهِ لِوُجُودِ الأَنُوقِ فِي الأمَاكِنِ الوَعْرَةِ و أعالي الجبال و قممها الَّتِي يَسْتَحِيلُ الوُصُولُ إلَيْهَا، وَصَارَ يُطْلَقُ عَلَى أيِّ شَيْءٍ صَعْبِ الْمَنَالِ.
٣. الطراز الأول والكناز لما عليه من لغة العرب المعول: 3 / 286، لعلي بن احمد المدني الشيرازي، المتوفى سنة: 1120 هجرية، طبعة مؤسسة آل البيت عليهم السلام الأولى، سنة: 1383 هجرية، مشهد / إيران.
٤. عيون الحكم و المواعظ: 310، لعلي بن محمد الليثي الواسطي، المتوفى في القرن السادس الهجري، الطبعة الأولى، سنة 1418 هجرية، قم/إيران.
٥. أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق (عليه السَّلام)، سادس أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
٦. الكافي: 2 / 242، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1365 هجرية/شمسية، طهران/إيران.
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية