تعليل سبب اللقب:
أما السبب الرئيس كما ذكرنا هو ما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد اشتهر بين الناس لكثرة ما تحدث به جابر وهو صحابي جليل لدرجة إن الأمر استفز هشام بن عبد الملك فأنزعج منه كثيراً، وحاول السخرية باستخدام معاني أخرى للقب لا تصح في الاستخدام اللغوي مع الموضوع، فضلاً عما تحمله من سوء أدب وضغينة.
وكل من تحدث عن لقب الباقر تقريباً ذكر معانٍ لغوية متقاربة، منها ما ذكرناه من المعاجم فضلاً عن المؤرخين وغيرهم.
وسنحاول ذكر أكبر عدد ممكن النصوص-بذكر محل الشاهد فقط ومن تحدث منهم عن علة اللقب فقط- ثم نعلق عليها:
1- “والتبقر: التوسع في العلم والمال. وكان يقال لمحمد بن علي بن الحسين بن علي الباقر، رضوان الله عليهم، لأنه بقر العلم وعرف أصله واستنبط فرعه وتبقر في العلم. وأصل البقر: الشق والفتح والتوسعة. بقرت الشيء بقرا: فتحته ووسعته.”(لسان العرب لابن منظور ج4 ص74).
2- “(الباقر) المتوسع فِي الْعلم وَبِه سمي أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ زين العابدين بن الْحُسَيْن الباقر”. (المعجم الوسيط لمجموعة مؤلفين ج1 ص65).
3- “والتبقر التوسع في العلم ومنه محمد الباقر لتبقره في العلم”. (مختار الصحاح للرازي ج1 ص24 طبعة جديدة).
4- “وهو سيد فقهاء الحجاز، ومنه ومن ابنه جعفر تعلم الناس الفقه، وهو الملقب بالباقر، باقر العلم، لقبه به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يخلق بعد، وبشر به، ووعد جابر بن عبد الله برؤيته، وقال: ستراه طفلاً، فإذا رأيته فأبلغه عني السلام، فعاش جابر حتى رآه، وقال له ما وصي به.” (شرح نهج البلاغة لأبن أبي الحديد ج15 ص164).
5- “محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم القرشي الهاشمي المدني أبو جعفر المعروف بالباقر سمي بذلك لأنه بقر العلم اي شقه فعرف أصله وعلم خفيه”. (تهذيب الأسماء واللغات لمحيي الدين النووي ج1 ص103).
6- “كان الباقر عالماً سيّداً كبيراً، وإنّما قيل له الباقر لأنّه تَبقَّر في العلم أي توسّع”. (وفيات الأعيان لأبن خلكان ج4 ص174).
7- “أبو جعفر محمد بن على من خيار أهل العلم والدين وقيل: انما سمي الباقر لأنه بقر العلم”. (منهاج السنة لابن تيمية ج4 ص50).
8- “وشهر أبو جعفر بالباقر من بقر العلم أي شقه فعرف أصله وخفيه”. (سير أعلام النبلاء للذهبي ج4 ص401).
9- “وكان سيد بني هاشم في زمانه اشتهر بالباقر من قولهم بقر العلم يعني شقه فعلم أصله وخفيه”. (تذكرة الحفاظ للذهبي ج1 ص124).
10- “وسمي بالباقر لأنه بقر العلم أي شقه فعرف أصله وخفيه”. (الوافي بالوفيات للصفدي الشافعي ج4 ص77).
11- “لقب بالباقر لأنه بقر العلم أي شقه وتوسع فيه ومنه”. (مرآة الجنان وعبرة اليقظان لليافعي ج1 ص247).
12- “أبو جعفر المعروف: بالباقر، سمي به لأنه بقر العلم أي: شقه بحيث عرف حقائقه”. (عمدة القاري في شرح صحيح البخاري لبدر الدين العيني ج3 ص52).
13- “أبو جعفر محمد الباقر سمي بذلك من بقر الأرض أي شقها وأثار مخبئاتها ومكامنها فكذلك هو أظهر من مخبئات كنوز المعارف وحقائق الأحكام والحكم واللطائف ما لا يخفى إلا على منطمس البصيرة أو فاسد الطوية السريرة ومن ثم قيل فيه هو باقر العلم وجامعه وشاهر علمه وعمرت أوقاته بطاعة الله وله من الرسوخ في مقامات العارفين ما تكل عنه ألسنة الواصفين وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف لا تحتملها هذه العجالة وكفاه شرفا أن ابن المديني روى عن جابر أنه قال له وهو صغير رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عليك فقيل له وكيف ذاك قال كنت جالسا عنده والحسين في حجره وهو يداعبه فقال: يا جابر يولد له مولود اسمه علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين فيقوم ولده ثم يولد له ولد اسمه محمد فإن أدركته يا جابر فأقرئه مني السلام”. (الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي ج2 ص586).
14- “قال الثوري رحمه الله تعالى، سمي بالباقر لأنه؛ بقر العلم أي شقه، فعرف أصله وعرف خفيه”. (الطبقات الكبرى للشعراني ج1 ص49).
15- “وقيل له الباقر لأنه بقر العلم أي شقه وعرف أصله وخفيه وتوسع فيه”. (شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن عماد الحنبلي ج1 ص149).
16- “سمي الباقر لبقره العلوم، واستنباطه الحكم”. (البداية والنهاية لابن كثير ج9 ص309).
17- “إنما سمي الباقر لأنه بقر العلم”. (أخبار الدول لأحمد القرماني ص111).
18- “محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو جعفر الباقر، لأنه بقر العلم ـ أي شقة ـ وعرف ظاهره وخفيه”. (غاية النهاية في طبقات القراء لمحمد الجزري ج2 ص202).
19- “ولقب بالباقر لأنه بقر العلم أي شقه فعرف أصله وخفيه”. (اسعاف الراغبين لمحمد الصبان ص319).
20- “أبو جعفر باقر العلم هو أول من اجتمعت له ولادة الحسن والحسين”. (غاية الاختصار لتاج الدين بن محمد نقيب حلب ص401).
وللنصوص أعلاه تتمة
رشيد السراي
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية