١-إن المتواتر عند السنة أقل بكثير عند الشيعة، والمتواتر يعني به الحديث الذي رواه عددٌ كثيرٌ يستحيل في العادة اتّفاقهم على الكذب. وبلغ عدد الأحاديث المتواترة عندهم ٨٠ حديثاً، وفي إحصائية ١٢٠ أو أكثر من هذا العدد…
ومع مراجعتي للأحاديث المتواترة المذكورة تبين لي أن أحاديثهم في أحسن أحوالها رواها ما يقرب من ٢٠ صحابياً، وثلاث روايات أو أكثر رواها ٧٠ صحابياً… والباقي رواها ٥ أو ٦ أو ١٦… وهكذا…
٢- ولذلك لا ترتقي أكثر الأحاديث تواتراً عندهم إلى حديث الغدير..
ما يجعلنا نقول ((أن حديث الغدير لا يعدله حديث في كل تاريخ الإسلام ))!..
وبتعبير (الجزري الشافعي): رواه الجم الغفير عن الجم الغفير!..
فتواتر الحديث محكم إلى درجة أن رواه أكثر من ١١٠ من الصحابة مباشرة عن رسول الله (ص) وبغير واسطة، ورواه العشرات من التابعين، وذكره المئات من العلماء !..
٣- بلغ عدد الحضور في واقعة الغدير (١٢٠ ألفاً على رواية تذكرة الخواص) وأمر النبي (ص) الصحابة وبقية الناس، أن يبايعوا علياً على أنه وليهم بعده -النبي ص-..
أقول: شتان بين الغدر والغدير، بين بيعة الغدير في محضر الآلاف، وفي أجواء إلهية نزل بها الوحي في آية إكمال الدين وتمام النعمة، وبين بيعة السقيفة التي سماها (الثاني) بالفلتة!.. في ظلة بني ساعدة، وما عسى الظلة أن تجمع غير أنفار عدد أصابع اليد؟!.. يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ !.. وكان عددهم ٤ من المهاجرين و٦-٨ من الأنصار في أحسن الأحوال!..
٤- من أهم الاحاديث بعد حديث الغدير هو حديث الرحبة، إذ إنّ علياً (ع) أعاد الغدير في سنة ٣٥ هـ، أي: بعد ٢٥ سنة من واقعة الغدير؛ فيسجل غديراً ثانياً جمع فيه الناس في الكوفة، وبتعبير الذهبي-: (جمع علي رض الناس في الرحبة ثم قال لهم: انشد الله كل من سمع رسول الله ص يقول يوم غدير خم ما سمع لمّا قام، فقام ثلاثون من الناس…. قال أبو نعيم -راوي الخبر- فقام كثير من الناس فشهدوا -قول النبي ص- : من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
قال أبو نعيم: فخرجت وكأن في نفسي شيئا فلقيت زيد بن أرقم، فقلت أني سمعت علياً (رض) يقول كذا وكذا.
قال زيد: فما تنكر؟ قد سمعت رسول الله ص يقول له ذلك)…ثم علق الذهبي وقال: هذا حديث حسن!…
ونقلت العامة حديث الرحبة في (٦١ أو ٦٢ رواية) بحسب التتبع..
عيدكم مبارك بولاية أمير المؤمنين (ع) وإن رغمت أنوفٌ!..
الشيخ ثامر الساعدي
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية