“إنّ الذين يُحدِّدون مهراً غالياً لنسائهم يُلحِقون الضرر بالمجتمع، فيبقى الكثير من الفتيات جليسات البيوت، ويبقى الكثير من الشباب عُزّاباً. وذلك لأنّ هذه الأشياء ستُصبح عُرفاً اجتماعيّاً وستصير سنّة وعادة، بدلاً من أن يكون مهر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم هو (مهر السنّة).
وعندما يُصبح مهر الجاهليّة هو السُّنَّة فإنّ الأوضاع ستكون أوضاعاً جاهلية”.
“وإذا أصبح موضوع الماديّات هو الأساس في قضية الزواج فإنّ هذه المعاملة العاطفيّة والروحيّة والإنسانيّة سوف تتحوّل إلى معاملة مادّيّة، فالأثاث الباهظ والتباهي والتبجُّح بالأموال والثروات
والذي يقوم به الأشخاص الغافلون والجهلة، هو في الواقع يُخرِّب الزواج، ولهذا فقد صار من المستحبّ في الشرع المقدّس أن يكون المهر قليلاً وأن يؤخذ (مهر السنّة) في الاعتبار”.
“وإذا كانت المهور غاليةً فإنّ الزواج سيواجه المصاعب، وسيبقى الشباب والشابّات حيارى، ولذلك فكلَّما تساهلتم فهو أفضل”.
“إنّني أطلب من الناس في جميع أنحاء البلاد أن لا يزيدوا المهور إلى هذا الحدّ، فهذه سُنَّة جاهليّة، وهذا عملٌ لا يرضاه الله تعالى والرسول صلى الله عليه وآله وسلم،
خصوصاً في هذا الزمن، لا أقول:
إنّه حرام وإنّ الزواج باطل، ولكنَّه مخالفٌ لسنّة النبيّ وأهل بيته أئمّة الهدى عليهم السلام وعظماء الإسلام، مخالف لسيرتهم، خاصّة في الوقت الحاضر؛ حيث البلد بحاجة إلى أنْ تكون الأعمال كلُّها صحيحة وسهلة، فليس هناك مصلحة في أن يُصعِّب بعض الناس أمر الزواج بهذا الشكل”.
المصدر: خطبة العقد المؤرخة
الامام الخميني رضوان الله عليه