(يمه لا تخذلي صورة… أنا أريد خدمتي ما تنشاف)
هكذا خاطبت خادمة الحسين العجوز وهي تقدم الشاي للزوار…
سمع رشيد كلامها وأكمل طريقه نحو كربلاء العطاء؛ وكان أمامه زائر مسن يدفع على كرسي متحرك من قبل شاب من أحفاده…
مر رشيد من جانبهما والجد يخاطب حفيده (جدي خوما فات وكت الصلاة.. تره لحسين ما يرضى تفوت)
وإذا بمبتور الذراع الأيمن يحمل كأساً من الماء بيساره يضع الكأس أمام وجه رشيد مع الصوت الشهير للمرحومة (أم مزهر) يخرج من الهاتف النقال (لحسين ما شرب ماي.. لحسين اذبحوه)
مد رشيد يده وشرب الماء وهو يقول (السلام عليك يا أبا عبدالله)
هنا اختلطت دموعه ببعض ذلك الماء..
وفي هذه الأثناء لم يشعر إلا وبشاب يأخذ بحقيبته ويصر على أن يذهب ليبيت عندهم الليلة..
اضطر أن يذهب معه بمعية مجموعة من الزوار؛ وما إن اقتربوا لبيت صاحبهم وإذا بطفل له من العمر خمس سنوات يهرول، وهو يدخل للبيت صائحاً (يمه يمه كلي لبوي اخوي حصل زوار )
بكت الأم من شدة الفرح واتجهت نحو صورة زوجها المتوفى قبل أشهر؛ وقالت (بثوابك الزوار نخدمهم اليوم.. يلجنت هيج أيام ما تعرف النوم)
أخذ رشيد حقيبته من يد الشاب وأخرج دفتراً صغيراً وكتب فيه
ماذا فعلت بهؤلاء ياحسين..؟
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية