١. إن حياة الحجج المعصومين (ع) مرآة صافية متلألئة للإسلام، وانعكاس عملي في التنظير والتطبيق لمذاق الشريعة وسمتها في كل زمان ومكان، وهم القدوة الصالحة التي يلحظ في سلوكها العام والخاص مرادات المشرع الكريم، والأسوة الحسنة التي تترجم الشريعة السمحاء مفاهيما حياتية سيالة في جميع جوانب حياة الإنسان وحياة المجتمع، ومن الحجج المعصومين (ع) السيدة فاطمة الزهراء (ع)، فبرغم أن حياتها كانت قصيرة كعمر الورود، لكنها من الاتساع والعمق بمكان على مستوى العطاء المتنوع، والعمق المعرفي والأخلاقي الواسع، ما يسع للأقلام أن تغترف من معينها ما تشاء من الأسرار، وللأفهام أن تأخذ ما يجذبها من الكنوز، وتستلهم من سفرها الدروس والعبر.
٢. أهمية القدوة الصالحة والأسوة الحسنة في جميع مجالات الحياة عند الشاب والشابة، خصوصاً في مجتمعنا الذي يتعرض لهدم مؤدلج وممنهج وموجه ضد القدوة الحسنة لتفريغها من محتواها، وتجريدها من تأثيرها الإيجابي، وتسفيه قيمها، من خلال الشائعات، وتعميم السلوك الفردي الخاطئ، وطرح الشبهات، هذا من جهة، ومن جهة أخرى تقديم القدوة الهابطة وجعلها الأنموذج في كل مجالات الحياة، وتسويقها لجيل الشباب والشابات بعنوانات براقة في إطار الحرية والانفتاح والمدنية ومواكبة تطور الحياة، فيقدم المغني والمطرب ولاعب كرة القدم وأبطال السوشل ميديا وعارضات الأزياء والممثلات ومدعيات التحرر وحقوق المرأة ونظائرهم، فيكون الانبهار بالقدوة المزيفة الفارغة من القيم الصالحة، ومن ثم انصهار شخصية الشاب أو الشابة بها، ومن ثم اندثار كل مابقي من الشخصية الإسلامية واندثارها وذوبانها.
٣. القدوة الحسنة رصيد زاخر في تراثنا، والسيدة الزهراء (ع) أنموذج حي في معالمه الأخلاقية والعلمية والثقافية والحضارية، نحتاج إلى أن نقرأ سيرتها وننتفع من عطائها ونجعلها ميزاناً للقبول والرفض لأي قدوة نجدها أمامنا في كل جوانب حياتنا.
السيدة الزهراء (ع)
الوجه الحضاري للإسلام
الشيخ عمار الشتيلي
النجف الأشرف
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية