أحد أسباب تراجع وفشل وانهيار أي مشروع سواء أكان سياسياً أو دينياً أو اجتماعياً أو علمياً، ومهما كان مستوى التنظير له، هو الاختيار الخاطئ للأشخاص الذين:
يمثلون القيادة على المستوى الديني والسياسي والاجتماعي والعلمي، ويتكلمون باسمها، ويعبرون عن رؤاها، ويديرون شؤون مؤسساتها، ويشرفون على تنفيذ خططها، ويحضرون المحافل تحت عنوانها، وهم في واقع الحال يفتقدون للمؤهلات اللائقة للتمثيل بأعلى مستوياته وأفضل صوره وأحسن أحواله.
وكثير من هؤلاء.. ساقته الظروف، وأوصلته المسالك، وأعانته سجايا التسلق والمنافسة ولو بقناع الأخلاق والتدين والرسالية والعمل الحركي وشئ من التاريخ، ليكون ممثلاً غير ناجح وغير لائق وغير أمين عن القيادة.
ومع عدم وجود التقويم والمتابعة والمراجعة والمحاسبة والعزل وتجميد الصلاحيات واستبدال الوجوه وطرح الآليات الجديدة؛ سيتزلزل المشروع من الداخل إلى حدود بقاء العنوان فقط مع شئ من المضامين المحدودة والمصالح البسيطة، وهذا ما يشهد به التاريخ قديماً وحديثاً.
كل ما تقدم تجاوزه الإمام الحسين (ع) وهو يقود حركة التغيير والإصلاح والبناء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث تألقت القيادة الحسينية في رسم استراتيجية لاختيار الأكمل في كل مجالات العمل الإسلامي.
وبدأ ذلك بترشيح ابن العم المتميز لمسؤولية التمثيل الديني والسياسي وهو مسلم بن عقيل (عليه السلام)، والذي تحرى فيه الإمام الحسين (عليه السلام) أكمل المؤهلات من حيث: الخبرة العلمية، الجدارة الدينية، الشخصية الإيمانية، اللياقة السياسية، السابقة القتالية، الخبرة الإدارية.
(إني باعثٌ أليكم أخي وأبن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل)
السلام عليك يا شهيد كوفان
يا وجيهاً عند الله
اشفع لنا عند الله
___
الشيخ عمار الشتيلي
النجف الأشرف
ذكرى شهادة مسلم بن عقيل (ع)
ذي الحجة 1445 هج
يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية