بسم الله الرحمن الرحيم
الى الباحثين عن الحقيقة الى من يبحث عن القيادة الواعية المؤثرة فلينظر لمن يحرك الجماهير.
داخلني اليوم وانا اشارك في زيارة الغدير شعور ممزوج بين البهجة والفخر وانا اشاهد حشود الزائرين لمرقد مولانا امير المؤمنين (عليه السلام) اعتزازا واحتفاء بيوم تنصيبه وليا للمؤمنين، وقد اثارت هذه المشاعر الذكريات حينما دعا سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) للتشيع الرمزي للصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) واقامته في النجف الاشرف على الرواية الثالثة في عام 2006 م ولا يخفى على الجميع ان الرواية الثالثة كانت ميتة بمعنى الكلمة واعتاد المؤمنون على احياء الروايتين الاولى والثانية، فراينا على مدى هذه السنين كيف اصبح تأثيرها وقد تغير التعامل مع هذه الرواية واصبحت هذه الزيارة في مصاف الزيارات المشهورة، وقد سمعت من الكثير من الناس ان لهذه الزيارة طعم خاص يختلف عن الباقيات، واظن ان السبب هو الشعور بالإسهام الحقيقي في سن سنة حسنة. ولا يقتصر الامر على اتباع المرجع اليعقوبي بل سرى مفعولها الى كل المؤمنين على اختلاف مشاربهمه.
واليوم قد شهدنا تأثير هذا القائد الواعي عندما دعا الامة قبل سنين خلت لأحياء يوم الغدير وضرورة التوجه لزيارة امير المؤمنين (عليه السلام) ، وقد انطلق لأحياء هذه المناسبة من قوله: (ان الايام المؤثرة في الاسلام والتي تمثل العصب المهم في الرسالة هي يوم الغدير ويوم الامام الحسين (عليه السلام) ويوم الصديقة الزهراء (عليها السلام) فالزيارة الاربعينية اخذت صداها واحياء امر الزهراء اخذ صداه بقي علينا ان نحيي يوم الغدير ليأخذ صداه عند الامم) . الكلام بتصرف.
فراينا كيف ان الجميع تفاعل مع هذا اليوم واعني به يوم الغدير واسس لحراك فكري و اجتماعي وعقدي في الامة، ومن المؤكد ان ثمة بحوث ستكتب وستلقى وسيهتدي به الكثيرون، حتى الكلمات السلبية فإنها ستسهم في تعميق الفهم والفكر الشيعي الامامي للرد عليها.
على الرغم من ان سماحة المرجع لا يبحث عن الامتيازات او يريد من الامة ان تعطيه اجرا على هذا العمل الا ان الاجر الحقيقي هو معرفة الحقيقة ومن قائد الامة الذي ينفعها فاجره هداية الامة وهذا الاجر يعود بالنفع على الامة نفسها، ﴿ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾ [الشورى: ٢٣]
وهذا الدور اعني جبر النقص الحاصل في الامة واكماله بتوجيهها نحو اتمامه هو من مختصات القيادة الدينية الواعية بحسب ما ورد عن ائمة اهل البيت (عليهم السلام).
فقد ورد (عن إسحاق بن عمار عن محمد بن مسلم عن أبي مسلم عن أبي جعفر ” ع ” قال: إن الله لم يدع الأرض إلا وفيها عالم يعلم الزيادة والنقصان من دين الله تعالى فإذا زاد المؤمنون شيئا ردهم وإذا نقصوا اكمله ولولا ذلك لالتبس على المسلمين أمرهم). علل الشرائع الشيخ الصدوق ج 1 ص 200
فعلى الامة ان تشخص القائد الواعي الذي يحرك الامة نحو الخير والصلاح وبث روح الدين والايمان فيهم وتلتف حوله لان خيرهم يكمن في الالتفاف حوله فهو سفينة النجاة.
بقلم المفكر الإسلامي الشيخ عبدالهادي الزيدي