بسمه تعالى
سماحة الشيخ اليعقوبي مصداق المرجع الذي لا تهجم عليه اللوابس .
-الحلقة الثانية –
————————————-
ومن مواقف المرجعية الرسالية المتمثلة بسماحة الشيخ اليعقوبي- دام ظله – في زمن النظام البعثي الدموي :
1. خطواته العملية الشجاعة بتدريب الناس على الطاعة لاوامر القيادة الدينية ، كالذي حصل عندما ألزم بمقاطعة السيكاير الامريكية والبريطانية والفرنسية رداً على اعلانهم العداء للاسلام ووصفهم المسلمين بالارهابيين … وكانت تجارة السيكاير بيد اولاد صدام ومقربيه … وفي ذلك الموقف مالا يخفى من الشجاعة والثبات لا يقدم علبها الا العالم الرباني الذائب في الاسلام .
2. وفي عام ٢٠٠١ اتجه سماحته لتصعيد مستوى الخطاب الديني لتعبئة الامة اخلاقيا وفكريا وثقافيا وعقائديا ، لتستطيع استيعاب التحديات التي ستواجهها عند حصول الاختلال الغربي .. وهذا من علامات العالم العارف بزمانه المستشرف للتحديات والمعدّ لها وسائل المواجهة المناسبة .
3. والقى سماحته في تلك الفترة محاضرات في مناسبات مختلفة جمعت في كتاب ( نحن والغرب ) طبع قبل سقوط النظام ترسم آليات التدافع مع المشروع الغربي المتوقع نفوذه داخل العراق بعد الاحتلال وتبرز محاسن الاسلام وإيجابياته وقدرته على قيادة الامة الى حياة كريمة سعيدة ، وتفضح مساويء الحضارة الغربية التي انخدع كثير بشعاراتها المخادعة واندفع للتناغم مع مشاريعها !! حتى اتضح لهم طغيان الدول المستكبرة واستخفافها بحقوق وكرامة الانسان بعد حين .
4. ومن مشاريع البناء الفكري وتعميق الوعي في صفوف الشباب الجامعي اطلاق مشروع الدورات الصيفية لطلبة الجامعات والمعاهد العراقية وتنظيم دروس لهم بشكل مكثف لانشاء جيل حركي رسالي يحمل مسؤولية التبليغ والدعوة الى الاسلام …ونجح المشروع في انطلاقته الاولى صيف عام ٢٠٠٢، وقد أغاض هذا النشاط السلطة البعثية الظالمة واستدعوا بعض المشرفين على حلقات الدورات الصيفية للتحقيق في الامر .
5. اصدار سماحته بياناً قبل الغزو الامريكي للعراق بشهرين بعنوان ( الاستماع الى نشرات الاخبار اوقات الازمة )لضبط ايقاع الشارع وتوجيهه في ظل الاشاعات والمخاوف … ونلاحظ هنا ان سماحته لايترك حادثة تمر بالمجتمع الا وبيّن الموقف الشرعي المناسب لها فلم يترك الامة هُملاً تتلاطم في امواج الفتن والحيرة والضياع !.
6. وتجدر الاشارة الى موقف مفصلي مهم تميّز به سماحة المرجع اليعقوبي حينما طلب النظام البعثي من المراجع والحوزة العلمية اصدار بيان لاعلان الجهاد ضد الغزو الاجنبي ، والقى ممثلو مراجع الدين بيانات المرجعية بالمضمون الذي ارادته السلطة … وقد صدّق البعض بهذه البيانات واعتقد بوجوب مقاتلة الغزاة ، وهو محذور شديد شرعا كما هو واضح فان معونة الظالم من الذنوب الكبيرة .
وكان موقف المرجعية الرسالية لسماحة الشيخ اليعقوبي شجاعا مسؤولا حريصا على حفظ ارواح الشباب المؤمن من الاستنزاف في محارق تطيل أمد السلطات الظالمة وبقاءه في الحكم .. فبيّن سماحته موقفه للناس -من دون ان يخشى الظالمين الطغاة -وهو الوقوف على الحياد في هذه المواجهة ، وعدم صحة الوقوف في وجه المحتلين بعنوان مقاومة الاحتلال ، لان في ذلك نصرة للظالم وادامة لبطشه ، ولا الوقوف مع المحتلين بعنوان جواز دفع الأفسد بالفاسد – كما تروج المعارضة – لان في ذلك تسليطا للكفار على المسلمين وادخال البلد في دوامة لايمكن التكهن بنهاياتها ، وما دامت الحرب بين طرفين ظالمين فلا يجوز للمؤمنين الدخول فيها ، وان يكونوا وقودا لها .
7. لقد كان موقف المرجعية هذا الواضح والمنسجم مع الشريعة الاسلامية في عدم ترجيح كفة ظالم على ظالم في صراعهما الظالم منقذا للشباب المؤمن من تبعات المواقف المتناقضة الحاصلة من موقف المعارضة الاسلامية الشيعية التي تواطأت مع المحتل …وبين ما نُسب الى بعض المرجعيات في الخارج ( الجمهورية الاسلامية ) التي تدعو الى الجهاد والمقاومة .
8. ومن يراجع سيرة الائمة المعصومين عليهم السلام يجد ان موقف سماحة الشيخ اليعقوبي دام ظله هو المنسجم مع منهج اهل البيت ع في الامتناع عن ترجيح طرف ظالم على طرف ظالم اخر في حروب وصراعات الطغاة والجائرين والمستكبرين .
9. وانتشر هذا الموقف الشرعي الحكيم في اوساط الحماهير المؤمنة ….وبذلك انقذ الله تبارك وتعالى الشعب من محرقة ، وعجّل بسقوط الصنم