بسمه تعالى
سماحة الشيخ اليعقوبي مصداق المرجع الذي لا تهجم عليه اللوابس .
-الحلقة الحادية عشرة –
————————————————
مقولة قبل اكثر من (٢٥) سنة تضمنها استفتاء لسماحة المرجع ( ان الاسلام محتاج الى جميع ابنائه) وما ترتب عنها من دروس اشار اليها المرجع ، منها ان الذين يعادون سماحته ويحاولون تسقيطه وتشويه صورته لايرّد عليهم بالمثل ، ويبقى محتضناً لهم ، لانهم ابناء الاسلام ، ويبقى محتضنا ومحباً لهم مهما حاولوا التشويه من صورته والنيل منه…..
1. ان المرجعية الرسالية تقتفي أثر ونهج المعصومين عليهم السلام عملياً ولا تكتفي بالترويج النظري لمبادئهم العظيمة ، وهي الطريقة الاكثر تأثيرا في النفوس وجذبا للقلوب الى ساحة الاسلام العظيم … وتربّي اتباعها على مكارم الاخلاق ونُبل السلوك بالتزامها وتجسيدها لها عملا وفعلاً.
2. ان الزام المرجعية نفسها بما يترتب على هذه المقولة درس تربوي لمن يتصدى لمواقع قيادية دينية او سياسية او اجتماعية ينبّه الجميع الى حقيقة مفادها ان سلوك الشخص يتقيد ويتحدد اكثر كلما تعاظمت مسؤوليته ، مراعياً ومستحضراً في ذلك كون سلوكه عام وواسع الاثار ،،،، وهذا المعنى اللطيف أشار اليه مضمون الدعاء المروي عن الامام المهدي عليه السلام ( وتفضل …..على الامراء بالعدل والشفقة، وعلى الرعية بالانصاف وحسن السيرة. )
3. ان القيادة الدينية موقع اشرف وأعلى مقاماً من الامارة الدنيوية ، فمتطلبات ومؤهلات المتصدي اليه تكون اكثر شروطا وأشدّ تحققاً في القيادة الدينية منها في الامارة الدائرية ….
4. ان معيار التعامل المتوازن يتطلب من القيادة الدينية ان تتعامل بشفقة وليس بعدالة فقط مع الاتباع وعموم الامة .، وهو مايقتضي السعي لاصلاح خطأ تفكير وسلوك المعتدي على مقام القيادة الحقّة ، بمقابلة الاساءة بالعفو والاحسان … ولكن هذا تكليف القيادة الحقّة ، اما تكليف الاتباع وعموم الامة فهو الانصاف وحسن السيرة مع القيادة الشرعية .
5. ولو انك تقارن بين هذا المستوى التربوي النبيل الذي تباشره المرجعية الرسالية ، وبين ما نسمعه ونراه من انشاء بعض الجهات الدينية لقنوات ومواقع خبرية تنشر الاكاذيب والافتراءات وتنتقص مقام المرجعية الرسالية ، سيتضح لك من هو صاحب الاهداف السليمة والغابات النظيفة المخلصة .
6. وسترى فرق المنهجين في التربية ، منهج يعلّم الامة على تحمّل المنغصات وعدم الرد على الاساءات -مادامت مصالح عامة المسلمين سالمة محفوظة – ومنهج يعلّم اتباعه على الكذب والافتراء واختلاق الاباطيل والتهم بهدف اضعاف دور المرجعية الرسالية واعاقة مشروعها الاصلاحي ….. ولو تسأل عاقلا منصفا من الاجدر برعاية مصالح الامة وقيادتها وصيانة مستقبلها ، القيادة التي تربي اتباعها على تحمل الاذى والاساءة والتعامل مع من صدرت منه تلك الاساءة والاذى بايجابية وصدر رحب واسع ، أم تلك الجهات التي تصرف الاموال الشرعية على انشاء قنوات – تلكرام – ومواقع خيرية تنشر اكاذيب وتروج اباطيل وافتراءات غرضها تشويه صورة المرجعية الدينية الرسالية واضعاف جهودها المخلصة في نصرة الدين وانصاف المجتمع !؟
عبد الزهراء الناصري