بسمه تعالى
سماحة الشيخ اليعقوبي مصداق المرجع الذي لا تهجم عليه اللوابس .
-الحلقة الثالثة عشرة –
———————————————— إتسمّت خطابات المرجعية الرسالية بالوضوح والشفافية مع الامة فلا تقتصر بياناتها على تعداد مسؤوليات ووظائف المجتمع تجاه القيادة الدينية ، وانما تستعرض بشكل موازي الوظائف والواجبات المتوجهة للقيادة الدينية وتوضّح الشروط والمؤهلات الواجب توفرها في القيادة الدينية الحقة لكي يسهل على الامة التمييز بين القيادة المستحقة لتمثيل الاسلام والتعبير عنه وبين من يتطفل على هذا الموقع الخطير المهم …. وقبل اكثر من (٢٢) سنة تضمنت خطابات المرجعية هذه الحقائق:
1. فأشارت الخطابات الشريفة الى ان الرسالة الاسلامية لا تكون مؤثرة وتؤدي دورها في حياة الامة اذا لم يكن حاملها – القائد – مستوعباً لها وجسّدها في سلوكه وواقعه .
2. ولعل اوضح وظيفة للقيادة الدينية ما أشار اليه امير المؤمنين ع ( …وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم، ولا سغب مظلوم،) ، وإضرب بطرفك في صفحات التاريخ من زمن الطاغية الملعون صدام الى بلاء الاحتلال وما تلاه من كوارث ، هل تجد مصداقاً من العلماء طبّق والتزم بوظيفة العلماء هذه غير سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي – دام ظله الشريف – ؟
3. واشار الخطاب الى خطورة النتائج المترتبة على عدم التطابق والانسجام بين احكام ومبادىء الرسالة العظيمة وبين سلوك القائمين عليها ، فيتسبب ذلك في تشويه صورة الاسلام وتنفير الناس وابعادهم عن الدين
4. وانا اقول ان عدم اخذ المتصدين بهذه النصائح المبكرة والالتزام بها أدّى الى نتائج وخيمة انعكست سلباً على علاقة الناس بالدين واهله ،، ومن غريب ما أرى ان بعض الجهات الدينية تناقض اساسيات اخلاق الاسلام وتنتهك ثوابته الواضحة في رعاية حرمة المؤمنين والعلماء الربانيين ، فتجدهم يسخرون الامكانات ويورطون الشباب التابع لهم باقتراف كبائر الذنوب في عملية ممنهجة يحاربون فيها المرجعية العاملة الرسالية .. فكيف سيقنع الشباب ويتوجه الى صفّ النشاط الديني ودعم حركة التبليغ بقيادة االاسلام للحياة واسعاد المجتمع بتطبيقه ، اذا يشاهدون بعض الجهات الدينية والقيادات السياسية تنفصل في سلوكها وتتقاطع مع اوضح قيم الدين واخلاقه الصالحه ، انهم يتسببون بخسائر كبيرة للمجتمع ويضرّون الدين أشدّ الضرر . هداهم الله
5. والمقياس اللازم اتباعه في تقييم المستحق لقيادة الامة هو الالتزام بمضمون حديث امير المؤمنين علي بن ابي طالب ع ( ما أمرتكم بطاعة الاّ كنتُ اول من يؤديها ، ولا نهيتكم عن معصية الاّ وكنت اول من يجتنبها )
فهل يستحق القيادة والاتباع من يخالف واضحات قيم الدين الاسلامي واحكامه الاخلاقية الالزامية ، فيمارس الكذب والمكر والافتراء على المرجعية الرسالية التي حملت همّ الاسلام ودافعت عن اتباعه في ساعات العسرة والشدّة وزمن تسلّط الطغاة المستبدين ، واستمرت باداء وظيفتها بصلابة واستقامة طيلة مراحل الابتلاء والضيق التي مرّت على شعبنا الممتحن …
وكذلك الحال في اتكار و ادانة تصرفات المتصدين للسياسة المنفصلين في سلوكهم ومواقفهم عن معايير العدل والانصاف ونكران الذات واستغراقهم في طموحاتهم الانانية واشباع نزواتهم السلطوية والتعدي على حقوق الشعب .
عبد الزهراء الناصري