سماحة الشيخ اليعقوبي مصداق المرجع الذي لا تهجم عليه اللوابس .
-الحلقة الرابعة عشرة –
—————————————-
ونبقى في ظلال خطابات المرجعية الرسالية في فترة ماقبل (٢٠٠٣) … ونقتطف بعض الجواهر المتضمنة فيها :
1. التأكيد على دور الفقهاء بالخصوص في تشر الاسلام وترسيخ القناعة به من خلال أداء المسؤولية النظرية ببيان محاسن الاسلام وعظمة تشريعاته وتكاملها وقدرتها على قيادة البشرية نحو السعادة والاصلاح ، والمسؤولية العملية بتمثيل الاسلام في سلوكهم وتفاصيل حياتهم ، وهو مضمون الحديث الشريف ( العلماء امناء الرسل ، وحصون الإسلام ).
2. ويشير الخطاب الشريف الى اننا اليوم احوج ما نكون الى عرض الأسوة الحسنة في حياتنا .. وندرس حياة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم دراسة تحليلية لكي نتمثلها في حياتنا ، وكما واجه صلى الله عليه واله وسلم الجاهلية الاولى فاننا نواجه جاهلية عاتية في افكارها وسلوكها واعتقادها واهوائها ، وتلتقي كلا الجاهليتين بنقاط التقاء ، فالحاجة شديدة للاستلهام من سيرته (ص) كيفية مواجهة هذه الجاهلية .
3. ويحذر الخطاب بوقت مبكر من خطورة مشاريع تذويب الاخلاق والقيم الاجتماعية وقوانين إباحة الشذوذ والزواج بين الذكور ، والمتلقي لهذا الخطاب قبل اكثر من (٢٢) سنة قد لا ينتبه لهذه المخاطر ، ولكن المرجعية الرسالية تتابع الاحداث العالمية وترصد كل انحراف وتشويه للفطرة وتخريب للقيم وتدرك ان مايجري في مجتمعات بعيدة عنّا جغرافياً يهدد مجتمعاتنا المسلمة بسبب وضوح الرؤية لديها حول مخططات الغرب المستكبر وما يضمره من شرور لشعوبنا المسلمة.
4. وقد لاحظنا بعد سنوات من تحذير المرجعية الرسالية كيف تصاعدت انشطة الدول المستكبرة ونفذت بادواتها التخريبية تحت عناوين جذابة لتنشر الفساد وتنخر القيم الدينية والوطنية لشعوبنا المسلمة ، ونجحت ومحاولات تصدير ثقافة الجندر – النوع الاجتماعي – في الوصول حتى لدوائر الدولة الرسمية ومؤسساتها لولا تعبئة المرجعية الرسالية الرأي العام في البلاد واحداث نهضة اجتماعية معارضة لهذه المشاريع الشيطانية ففضحت وأفشلت تلك المخططات … ولم نسمع من غير المرجعية الرسالية خطابات معلنة صريحة بالتصدي لهذا الخطر الاخلاقي الكبير !
5. ونفس الخطاب ينبّه الى ان الحرب على الاسلام وان اتخذت اشكالا مختلفة ، احدها الحرب العسكرية ولكن هذا الشكل من الحرب واضح وملتفت اليه ، لكن الاخطر منه هو الحرب الخفية بتشويه صورة الاسلام وتمييع احكامه وأفراغه من مضامينه وصولاً الى الهدف الرئيسي باستبدال عقيدته وثقافته وقيمه بثقافة وقيم الحضارة الغربية المادية العوراء .
6. وإني لأعجب من زاويتين الاولى غياب اي خطاب او توجيه او توعية بهذه المخاطر والتهديدات المعدّة للامة من القيادات الدينية او السياسية في البلاد ، والثانية كيف تلتفت المرجعية الرسالية لكل هذه التفاصيل قبل وقوعها مع قلّة المؤسسات والمراكز التخصصية بل انعدامها في ذلك الوقت والتي يفترض هي من تقوم بمهمة الرصد والتحليل وتقديم خلاصة التقييم والمقترحات في المواجهة .. حقاً انها المرجعية التي لاتهجم عليها اللوابس لانها العارفة بزمانها …فأدام الله وجودها وزادها توفيقا وعممّ بركاتها على الامة الاسلامية ولانسانية جمعاء .
عيد الزهراء الناصري
٢٠٢٤/٧/٤