بسمه تعالى
سماحة الشيخ اليعقوبي مصداق المرجع الذي لا تهجم عليه اللوابس .
-الحلقة الثامنة عشرة –
———————————————-
نستمر في استعراض الافكار المطروحة في الخطاب المذكور في المقال السابق والتي تقصد المرجعية من بيانها وتحليلها تعريف المؤمنين بالميزان الحقيقي العادل لتقييم الناس والمناهج ….
1. يتمادى الغرب المادي بعنجهيته واستهتاره بالقيم الانسانية وبكرامة وحقوق الانسان ، فيروّج من خلال بعض مفكريه – المرتبطين باجندات الانظمة السياسية – الى افكار غاية في الانحراف والتسافل ، فيقسم العالم الى متحضر ومتخلف ويدعو الى تطبيق القانون على الاول ، أما الثاني فيطبق بحقه شريعة الغاب والعنف والاستعباد لانهم خطر على العالم المتحضر !!.
2. ولو قارنت هذا الفكر العنجهي المنحرف مع مبدأ الاسلام ( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ) من دون استثناء ، وقول امير المؤمنين ع ( الناس صنفان ، إمّا اخ لك في الدين ، او نظير لك في الخلق ) ، وقول المعصوم ع ( عامل سائر الناس بالإنصاف، وعامل المؤمنين بالإيثار) …لتبيّن لك عظيم نعمة الاسلام وتعاظم دافعك بالدعوة اليه والسعي الى حاكميته في حياة المجتمعات لان فيه ضمان العدالة والانصاف واحترام حقوق الانسان ورعايتها .
3. وهذه الدروس المتضمنة في خطابات المرجعية قبل مباشرة الغرب غزوه العراق تحصّن وعي الامة وتقوي مناعتها الروحية بمواجهة مشاريع الغرب المادية المخادعة والتي تظهر غير ما تبطن وتبرقع قضاياها وبرامجها الحقيقية بشعارات ومفاهيم العدل والمساواة كذباً وزورا .
4. ومن لطيف الشواهد التي تضمنها احد خطابات المرجعية في تلك المرحلة لتعرية دوافع واهداف الغزو الغربي للبلاد ، نقله لمواقف رافضة لطغيان وعنجهية حكّام الغرب من داخل المجتمعات الغربيه ، فان العشرات من مفكري ومثقفي امريكا وقعّوا وثيقة ارسلوها الى نظرائهم الاوروبيين اعترضوا فيها على وصف الحرب التي اعلنتها امريكا ضد ما يسمى بالارهاب بالعادلة ، وان من يعادي الولايات المتحدة هو محور الشر ، وطالبوهم بعدم الخشية من اعلان مثل هذا الرأي خوفا من إلصاق تهمة الشر بهم .
5. ان هذه المتابعة الدقيقة والتفصيلية ، والرصد الدقيق وتجميع الادلة والشواهد من داخل المجتمعات الغربية على استهجان ورفض منهج الغرب ورأس حضارته امريكا .. يسهم في تنبيه مفكري ومثقفي الامة وعموم افرادها لبواطن وحقائق مشاريع الغرب في المنطقة الاسلامية ويرفع غشاوة الانبهار والانخداع بشعاراتهم الكاذبة ويحفز ويشجع الامة على الانخراط في تحركات عامة منظمة تتدافع مع تلك المخططات الماكرة وتحبط اهدافها وتحول دون تنفيذها في بلدان المسلمين .
عبد الزهراء الناصري