بسمه تعالى
سماحة الشيخ اليعقوبي مصداق المرجع الذي لا تهجم عليه اللوابس .
-الحلقة التاسعة عشرة –
————————————————
تضمنت خطابات المرجعية في زمن النظام البعثي الجائر إشارات وتوجيهات عملية تنتقد وتدين السلطة الحاكمة وكل الانظمة الطاغوتية :
1. يشير سماحته الى الترابط بين الظلم والانحراف وسوء سلوك الناس وتسببه بوقوع الكوارث الطبيعية ، ويرجع هذا الترابط الى حقيقة ان الكون خاضع لسنن الهية ثابتة قائمة على اساس التوحيد ويرتبط بعضها ببعض خيراً وشراً ، ولدفع استغراب واستيحاش البعض من هذا الربط ينقل سماحته وقائع شهدتها البشرية في تلك الفترة …
2. …في شهر آب/٢٠٠٢ اجتاحت موجة من الفيضانات بعض دول اوروبا واستمرت اياماً .. نتج عنها ٣٠ الف مشرد ، ولم تشهد اوروبا مثل هذه الموجة منذ ١٥٠ عاماً ، ويلقون باللوم على امريكا التي لم توقع على معاهدة كيوتو للمحافظة على البيئة لدرء خطر الاحتباس الحراري عند تشغيل المعامل كلّها سوية ، وزاد هذا الاحتباس من درجة الحرارة فأدى الى ذوبان الجليد وغزارة الامطار فحدث ما حدث … وهذا شاهد على اختلال التوازن الطبيعي بسوء تصرفات الانسان .
3. ومن جهة اخرى تحكم الاحداث الاجتماعية وحركة المجتمع والتزامه باحكام الدين المنطوية على مصالح البشر ودفع الاضرار والمفاسد عنه سنن تشتمل على علاقة ترابط بين علل ومعلولات ، فاتجاه الناس لعصيان تلك الاوامر الالهية والتخلف عن اداء الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واحدى نتائج ترك هذه الفريضة تسلّط الاشرار الذين لا يعرفون غير انانياتهم ومصالحهم فيفسدون النظام الجاري في الطبيعة فتحصل الكوارث .
4. ولا يخفى على المتابع المنصف ما تضمنه هذا الخطاب من تعريض وادانة للسلطة الجائرة القائمة في ذلك الزمن ، وتوجيه المجتمع الى سبل الخلاص من حكم المستبدين من خلال احياء واداء وظيفة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر … وهذا الموقف ينبيء عن شجاعة ومبدئية قلّما تتوفر في ظل مثل تلك الانظمة القمعية الدموية ، بل ان الرسائل العملية كانت تخلو في تلك الفترة من فصل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ،،
5. فكيف يُساوى من يتردد في تضمين الرسالة العملية مسائل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بمن يخاطب الامة بخطابات معلنة تحثّها على اداء وظيفة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفات نظرها الى ان تسلط الاشرار على الشعوب نتيجة لترك هذا الوظيفة العظيمة .
6. وهذا الخطاب كما يشتمل على زخم معنوي يمدّ المؤمنين في صراعهم مع الطواغيت والحكام الاشرار ، يخاطب عقول وفطرة جميع بني البشر ويثبت لها بالادلة والوقائع المعاشة ان انحراف واستبداد سلوك السلطات واطلاق العنان لأنانية الحاكمين لا تقتصر على الظلم الصادر مباشرة لافراد المجتمع وانما يعمّ ويتسع ليطال كل مايحيط الناس من بيئة وطبيعة فتنقلب عامل أذى وضرر ومآسي وكوارث تنصبّ اضراره على المجتمعات .
7. واشار سماحته لهذا الترابط بين موقف وسلوك الناس الايجابي وثماره في دفع الكوارث التي تحلّ بالمجتمعات في الخطاب الفاطمي لسنة (٢٠١٤/١١/٢٩ ): ( أيها الإخوة والأخوات المجتمعون على ولاية أهل البيت (عليهم السلام):
اعلموا أنكم بنصرتكم للسيدة الزهراء (ع) والقانون الجعفري ساهمتم في رفع جزء من البلاء والتيه الذي كان ستقع فيه الأمة لو أجمعت على خذلان دين الله تعالى ولم يجد الدين انصار مثلكم، قال الله عز وجل: [وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ] (هود:117) وقال تعالى: [وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ] (البقرة:251).
عبد الزهراء الناصري