بسمه تعالى
استدلال ميّسر على وجوب الخمس
———————————————
1. قال تعالى (( واعلموا أنّما غنتم من شيء فأن لله خُمُسَه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ))… ويراد بالغنيمة مطلق ما يستفيده الانسان ولا تختص بغنائم الحرب .
2. قال الراغب ( والغُنْم بالضم والسكون إصابته والظفر به ، ثم استعمل في كل مظفور به من جهة العدى وغيرهم ومن ذلك يظهر ان المقصود بالغنيمة في اللغة هو كل ما يكسبه الانسان ويربحه من أي طريق كان بمشقة او غير مشقة ، في حرب او سلم ، من دون تقييد ).
3. موثقة سماعة قال سألتُ أبا الحسن عليه السلام عن الخمس ، فقال ؛ ( في كل ما أفاد الناس من قليل او كثير ).
4. اجمع علماء الفريقين على ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان يعمل بها ، فيخّص قرباه من بني هاشم بالخمس حتى وفاته صلى الله عليه واله وسلم ، ثم منعه القوم على مستحقيه من آل الرسول (ص) وجعلوهم كغيرهم ( راجع الكشاف في تفسير هذه الاية ومسند احمد بن حنبل وغيرها من الصحاح )
5. عن ابي جعفر الاحول قال ؛ قال ابو عبد الله عليه السلام : ( ما تقول قريش في الخمس ) قال : قلتُ : تزعم انه لها ؟ قال ع : ما أنصفونا والله ، لو كان مباهلة لتباهُلنّ بنا ، ولئن كان مبارزة لتبارُزن بنا ، ثم يكون هم وعلي سواء ).
6. قد يُسقط الائمة عليهم السلام حقهم في فترة ما بسبب الظروف التي يمرّون بها ، كما في رواية يونس بن يعقوب قال : كنت عند ابي عبد الله عليه السلام فدخل عليه رجل من القماطين فقال : جعلت فداك ، تقع في أيدينا الاموال والارباح وتجارات نعلم ان حقّك فيها ثابت ، وإنّا عن ذلك مقصرون ؟ فقال ابو عبد الله عليه السلام : ما أنصفناكم إن كلفناكم ذلك اليوم ) ………. فالسائل كان يعلم بثبوت حق الامام عليه السلام في ماله ، لكن الامام عليه السلام أكّد له انه أسقطه عنه اليوم لا مطلقاً.
7. لكن بعد ثلاثة اجيال يجد الامام الجواد عليه السلام فرصة مناسبة لبيان بعض تشريعات الخمس فكتب الى بعض اصحابه ( ان الذي أوجبتُ في سنتي هذه وهذه سنة عشرين ومائتين لمعنى من المعاني ، أكره تفسير المعنى كله خوفاً من الانتشار ، وسأفسّر لك بعضه ان شاء الله ، إن مواليّ أسأل الله صلاحهم او بعضهم قصّروا فيما يجب عليهم ، فعلمتُ ذلك ، فأحببتُ ان أطهرهم وأزكّيهم بما فعلت من أمر الخمس في عامي هذا ، قال الله تعالى (( خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلِّ عليهم ان صلاتك سكن لهم والله سميع عليم ، ألم يعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وان الله هو التواب الرحيم ، وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ، وسترُدّون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ))… الى ان قال عليه السلام ( فأما الغنائم والفوائد فهي واجبة عليهم في كل عام ) ، قال تعالى ( واعلموا انما غنتم من شيء فان لله خمسه …) ، ويأمر شبعته في نهاية الكتاب بايصال الحقوق الى وكلائه .
8. وحرمّوا ( عليهم السلام ) التصرف قبل دفع الحقوق الشرعية ، فعن ابي جعفر عليه السلام ؛ ( لا يحلّ لأحد ان يشتري من الخمس شيئاً حتى يصل إلينا حقّنا ).
9. وكتب رجل من تجار فارس من موالي الامام ابي الحسن الرضا عليه السلام يسأله الاذن في الخمس ، فكان مما قال في جوابه : ( ان الخمس عوننا على ديننا وعلى عيالنا وعلى موالينا ، فلا تزووه عنا ولا تحرموا انفسكم دعاءنا ما قدرتم عليه ، فان اخراجه مفتاح رزقكم وتمحيص ذنوبكم وما تمهّدون لأنفسكم ليوم فاقتكم ، والمسلم من يفي الله بما عهد إليه )
10. وسأله جماعة ان يجعلهم في حلّ من الخمس ، فقال عليه السلام ( ما أمحل هذا ! تمحضونا المودة بألسنتكم وتزوون عنا حقاً جعله الله لنا وجعلنا له وهو الخمس ، لا نجعل لا نجعل لا نجعل لأحد منكم في حل ) .
11. وفي مكاتبة الامام صاحب العصر عليه السلام إلى سفيره محمد بن عثمان العمري ( رحمه الله ) : ( لعنة الله والملائكة والناس اجمعين على من استحلّ من مالنا درهماً).
—————————————-
منقول باختصار من موسوعة خطاب المرحلة الجزء الاول