1 _ نحتاج اليوم في خطابنا الديني الى اشاعة ثقافة الامل ، لا ثقافة الإحباط، رغم كل صور اليأس الاجتماعي الذي يخلفه الفقر ، والظلم ، وضياع الحقوق ، وفشل السياسة الحاكمة في تحقيق سعادة الإنسان ، ولكن يبقى الأمل بالله يحركنا نحو التغيير ، قال تعالى : { يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ }.
التحسس : تقضي الاخبار الجيدة
روح الله : الفرج.
النهي عن اليأس : يبعث الحياة في المسيرة الاجتماعية مهما كان البلاء شديدا.
2 _ من وظائف المرجع الفقيه العامل المحيط بمتطلبات الزمان والمكان ، المواكب لحركة المجتمع ، و متغيراته الثقافية والفكرية والاجتماعية والاخلاقية ؛ ان يرسم ( خارطة الطريق ) للمجتمع في كل مرحلة من مراحل حياته ، لكي يعين الناس. على تجاوز المنعطفات في دينهم ودنياهم . وياخذ بايديهم للصلاح ، ، وينير لهم طريق الهداية لتوفير شرط التغبير الاجتماعي ، كي تتحصل نتيجة التغبير من الله تعالى ، فيوجه الفقيه مجتمعه بخطاباته وبياناته ومواقفه الميدانية في كل نازلة وحادثة ، ويدفع بالناس إلى تغيير النيات. و النفوس ، والافعال ، والعادات، والاخلاقيات .
3 _ لا يغير الله تعالى (مَا بِقَوْمٍ )حَتَّى يُغَيِّرُواْ ( مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) ،
( ما ) الأولى : التغيير من الله،
قال تعالى : { الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ }
مثاله : يغير امنهم واقتصادهم الى أفضل حال.
ولكن هذا قائم على تحقق :
( ما ) الثانية : التغيير من الناس ، التوبة النصوح ، الإصلاح والرجوع الى الله تعالى . وهذا كرم وتفضل منه جل جلاله ان جعل فعله مستند الى فعل العباد :
_ فالتغيير اولا منا نحن ( هذا شرط ).
_ و التغيير من الله تعالى ثانيا ( هذا جزاء ) .
_ واذا لم نغير أنفسنا ، فلا جزاء ولا فرج لعدم تحقق الشرط .
اللهم أعنا على ما تحبه وترضاه
بوسيلة سيد الشهداء ع
_____
الشيخ عمار الشتيلي
النجف الاشرف
19 محرم 1446 هج