من عطاء مجالسنا السجادية
1 _ من صفات القيادة الدينية المؤهلة للمرحلة، إنها تستوعب جميع ما يدور حولها من أحداث ومنعطفات ومشاكل ؛ بصبر وثبات وحكمة ، وتتجاوز المحن والفتن التي تمر بها، وبجمهورها بايمان راسخ وموقف راجح؛ حتى تفرض نفسها على الواقع باقتدار وعزة، مهما كان الوقع قاسيا ومريرا وظالما ، هكذا كانت قيادة الإمام السجاد عليه السلام لركب السبي في كل مدينة ومجلس وأمام كل حاكم.
2 _ الرحمة صفة المؤمن الذي له علاقة صحيحة مع الله، ويسعى ليتخلق بأخلاق الله ، فهو أينما يكون تجد كل اقواله وافعاله رحمة لمن حوله ، فهو رحيم مع والديه و أسرته وارحامه، ومع طلابه وعماله وموظفيه ومرضاه، ومع رعيته و شعبه .
هكذا كان الإمام السجاد (ع) يتصرف برحمة مع كل من حوله في السراء والضراء ، حتى مع الخدم والعبيد ، فيعفو ويغفر ويرحم.
لنراجع الرحمة في كل تفاصيل حياتنا ، هل هي فعلا موجودة؟ وبأي نسبة ومقدار نلتزم بها في سلوكنا وتعاملاتنا؟
3 _ الإنسان المؤمن الرسالي هو العامل المتحرك الدؤوب، الذي لا يكل ولا يمل من العمل في خدمة الإسلام ؛ مهما كانت الظروف صعبة ، وهو دائما يقدم الأفكار الجديدة والمشاريع الفاعلة ، ويعمل بها . هكذا كان الإمام السجاد عليه السلام القدوة الانموذجية ، فرغم كل ماخلفته كربلاء من حزن وألم عميقين ، ورغم ظلم السلطة وتعسفها ضد أهل البيت عليهم السلام ، لكنه تحرك بمسؤولية تجاه الاسلام، وتجاه توجيه المجتمع وتربيته ؛ ليقدم الصحيفة السجادية كمشروع بناء روحي للأمة، وقدم مشروع شراء العبيد وتأهيلهم دينيا و علميا وأخلاقيا ثم اعتاقهم ليكونوا سفراء للإسلام في مجتمعاتهم عندما يعودوا بعد العتق.
الشيخ عمار الشتيلي
النجف الأشرف
25 محرم 1446 هج