بيّنات الشيخ اليعقوبي متمرجعٌ يٌحرم حضور مجالسه!!
الشيخ منتصر الطائي
تنويه: قبل أن تقرأ السطور أدناه ينبغي التذكير بأنني من مقلدي سماحة السيّد السيستاني ولست من مقلدي سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي لكيلا يتوهّم البعض بأنني في منشوري هذا أدافع عن مرجعي الديني اليعقوبي، لذا اقتضى التنويه..
وأنا أشاهد حضور سماحة آية الله السيد هادي المدرسي دام توفقه مجلس عزاء اقامه مكتب المرجع اليعقوبي في جامع الرحمن ببغداد.
وكذلك قبل ذلك حضور ممثل السيد الخامنئي في العراق آية الله مجتبى الحسيني مجلس عزاء حسيني في مكتب الشيخ اليعقوبي ولقائه سماحة الشيخ.
وقبل ذلك مجيء آية الله السيد مرتضى الحسيني الشيرازي نجل المرجع السيد صادق الشيرازي مجلس عزاء الشيخ اليعقوبي لتقديم التعازي بوفاة أخيه.
وفي هذه الغضون أيضًا أوفد المرجع الديني السيد محمد تقي المدرسي وفدًا رسميًّا على رأسه نجله السيد مرتضى المدرسي لتقديم التعازي للشيخ اليعقوبي بوفاة أخيه.
وقبل ذلك أيضًا زيارة السيّد مرتضى الشيرازي أيضًا الشيخ اليعقوبي في مكتبه خلال شهر رمضان قبل بضع سنوات.
وقبل ذلك أيضًا زيارة آية الله الكرامي الشيخ اليعقوبي في مكتبه ومن يتذكّر كم أن الشيخ الكرامي أثنى على الشيخ اليعقوبي.
وغير ذلك من الزيارات العلمائية التي على رأسها مجتهدون..
وأنا أشاهد مثل هذه المشاهد – أو المواقف لأنه يترتب عليها من الآثار الكثير- تذكّرت أختًا كريمة اتصلت بي قبل بضعة أيام من محافظة السليمانية، وقالت لي: أنا من الشيعة الساكنين في مدينة السليمانية، وبالقرب منا حسينية تابعة للشيخ اليعقوبي وفيها تقام مجالس عزاء، ونود حضور هذه المجالس إلا أن مجموعة معممين يمثلون توجّهًا معيّنًا جاءوا من إحدى محافظات الفرات الأوسط لما علموا بنا منعونا من ذلك وقالوا لنا:
((يُحرم عليكم حضور مجالس العزاء التابعة للشيخ اليعقوبي لأنها (تكثير لسواده) فهو (متمرجع) بل غير مجتهد أصلًا))!.
أقول لهؤلاء:
1/ من حقكم إن كنتم تستندون إلى موازين علمية حقيقية ولحاظ الورع الشديد أن تنفوا اجتهاد الشيخ اليعقوبي فضلًا عن أعلميته (عندكم ووفق موازينكم لا غير).
2/ لكن ليس من حقكم حكر العلم والورع عليكم، وكأن الله تعالى أنزل قرآنًا بكم، فلا حقيقة أخرى غير الحقيقة التي تعتقدون، ولا تشخيص آخر للموضوعات غير تشخيصكم، فالذي لا يثبت عندكم لازمه القطع بعدم الثبوت عند غيركم!!.
3/ وعلى أساس الفقرتين (1) و (2) الله الله بإدارة دفّة العلم والعلماء والمرجعية والعدالة، الله بالناس البسطاء الذين لا يرجون الا القربة إلى الله تعالى على محبة الإمام الحسين وآله (ص) في حضورهم مجالس العزاء سواء كانت تابعة لهذا الشيخ أو ذاك السيّد.
4/ ففي الوقت الذي لم يثبت لكم اجتهاد الشيخ اليعقوبي فضلا عن مرجعيته – هذا إن استندتم في ذلك وفق مبانيكم وورعكم إلى موازين علمية حقيقية – فإن هناك من المجتهدين والعلماء والفضلاء ممن ثبت لهم اجتهاده ومرجعيته.
ولذلك فأن حضورهم في مجالسه أو مكتبه شهادة له بأنه نال درجة علميّة تجعله مؤهلًا للاجتهاد أو المرجعية وإلا لو كان مترمجعًا كذّابًا مخادعًا للناس بتصديه مما لا يجوز فيه التصدّي إلا للفقيه الجامع للشرائط، لما حضر أو زاره هؤلاء العلماء والفضلاء كالسيد هادي المدرسي والسيد مرتضى المدرسي والسيد مرتضى الشيرازي والسيد مجتبى الحسيني والشيخ الكرامي أيضًا، لأن لازم ذلك تسببهم في إضلال الناس لأنه سيعطي هذا الحضور شرعية للشيخ اليعقوبي و(تكثير للسواد) الذي قاد البعض الى تحريم حضور البعض مجلس الشيخ اليعقوبي بهذه التهمة (تكثير السواد).
فلو كان الشيخ اليعقوبي كذّابا مخادعا تصدّى لما لا يجوز فيه التصدّي لغير المجتهد وان دعمه حرام شرعا فماذا نفسّر دعم هؤلاء المجتهدين والفضلاء من ابناء مراجع الدين؟!
5/ من المفارقات العجيبة أننا ندعو إلى (الوحدة الإسلامية) وحرمة المساس برموز الغير وضرورة الانفتاح على أخوتنا بل أهلنا السنّة، لكننا في الوقت نفسه نحّرم على الناس الانفتاح على مجالس الشيخ اليعقوبي ومباحثه العلمية ونمسح به الأرض في منشوراتنا وتعليقاتنا وندواتنا، فالذي لا يتحمّل بل لا يتقبّل حتى فكرة الانفتاح مع المختلف معه في داخل المذهب الشيعي الواحد وأعني به الشيخ اليعقوبي، كيف سيتحمل ويتقبّل المختلف معه مذهبيًّا فيدعو إلى (الوحدة الإسلامية)؟!
وخلاصة القول:
إن اجتهاد رجل دين مسألة متحركة ربما تثبت لديك ولا تثبت لدى غيرك، والعكس أيضًا، ربما تثبت لدى غيرك ولا تثبت لديك.
وهذا ما ينطبق على اجتهاد الشيخ اليعقوبي.. إن كان لم يثبت لديك فهو ثابت لدى غيرك وهذا كاف لغلق هذا الملف والعزف على اوتار التشرذّم الذي لن نجني منه الا الخسارات تلو الخسارات.
وخاصة أن سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي لم ينكر أصلًا من اصول الدين..
ولم يشكك في ضرورية من ضرورياته..
فالله الله في العلماء ومقلديهم، ولاسيّما الناس البسطاء لا نخرجهم من دينهم بصراعنا فيما بيننا..
اللهم أني بلغت .. اللهم فأشهد.