تضمن خطاب سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله) عدة أمور:
الأمر الأول: قرائته للواقع وللحالة النفسية التي يعيشها المؤمنون في خضم الأحداث الأخيرة التي حصلت في غزة ولبنان، وما مني به المؤمنون من خسارة مجموعة من قادة الجهاد والكفاح، إضافة إلى تدمير البنية التحتية لمناطق شاسعة واستشهاد عشرات الآلاف من الشباب والنساء والأطفال، وتكالب الأعداء علينا سواء القريب أم البعيد مما ترك الكثير من التساؤلات في نفوس المؤمنين منها: هل يمكن أن ننتصر على أعدائنا وهم يتفوقون علينا بالعدة والعدد؟ وما هو المصير الذي ينتظرنا؟ وربما الإجابة عن هذه الأسئلة وفق الموازين المادية والمقاسات الظاهرية يسبب يأساً في النفوس، فجاء خطاب سماحة المرجع (دام ظله) ليزرع الأمل في نفوس المستضعفين ليقول لنا أن النصر للمؤمنين والعاقبة للمتقين في الدنيا والآخرة، وأن هذا الأمر مهما طال فهو قريب، فهو إذن رسالة طمأنة لأن نصر المؤمنين أمر حتمي وكل آت هو قريب ..
الأمر الثاني: أرسل سماحة الشيخ رسالة تحذيراً للأعداء بأن مصيركم الزوال والهزيمة مهما كانت قوتكم ومهما كان عددكم وعديدكم، فمهما كنتم أقوياء فلن تكونوا أقوى من فرعون وجنوده، ومهما كان المؤمنون ضعفاء فلن يكونوا أضعف من موسى (عليه السلام) وأتباعه، ومع انعدام أسباب النصر تماماً بحسب الواقع الخارجي والحسابات الظاهرية، إلا أن نصر الله أتى من حيث لا يحتسبون ومن حيث لم يخطر على بال أحد، فيا أيها الظالمون المتكبرون المتغطرسون مهما تعاليتم فأنتم المهزومون ونبشركم بالهزيمة والقتل..
الأمر الثالث: بين سماحة المرجع محورية الصبر ودوره في تحقيق التوازن والاستقرار والاطمئنان النفسي هذا الأمر الذي له المدخلية في تحقيق النتائج الإيجابية على جميع الأصعدة والمستويات، فالإنسان والمجتمع المضطرب لا يستطيع التفكير ولا التخطيط السليم لبناء الذات والمجتمع، أما الإنسان والمجتمع المتزن والمستقر والذي يعيش حالة من الهدوء والطمأنينة، يستطيع أن يرسم لنفسه خارطة الطريق التي تليق بشأنه ومبدأه ورسالته، وكذلك الصبر له دور ومدخلية كبيرة في تحقيق الحرب الاستنزافية مع الأعداء، هذا الشكل من الحروب الذي يؤدي إلى حصول الخلافات والنزاعات في جيش الأعداء، وضعف إمكانياتها الاقتصادية والعسكرية تدريجياً حتى تصل النوبة إلى تحقيق النصر النهائي للمؤمنين..
هذه الرسائل الثلاثة هي رسائل هامة لكل المؤمنين المستضعفين في الأرض، والمستضعفون والمؤمنون بحاجة ماسة إلى هذه الكلمات التي تزرع الأمل في نفوسهم وتجعلهم ينتشون مرة أخرى رغم كل الجراحات التي يعانوها، وتدل هذه الرسائل بشكل قاطع على القراءة الدقيقة للساحة والواقع من قبل المرجعية الشاهدة على الأمة ناصر الزهراء (عليها السلام) سماحة المرجع الديني الكبير الشيخ المهندس محمد اليعقوبي (دام ظله الوارف)…
ندعو الله أن يوفقنا لنصرة الدين والمذهب والمجتمع بنصرة المرجعية العاملة حتى ظهور القائم المنتظر (عجل الله فرجه)..
إياد الزركوشي