كتب الدكتور عماد علي الهلالي: إمرأة محتشمة تلبس العباءة أحبت أن تأخذ أطفالها إلى مدينة الألعاب، ومعها طفلتها التي يبدو أنها لا زالت تنظر إليها بأنها صغيرة السن لا تثير أحداً، ثم تفقد الطفلة اتزانها مع صخب الموسيقى فترقص وتحيط بها أنظار الشباب المفترسة من كل جانب، شباب أتوا وهم في سعير الشهوة ينتظرون مثل هذه المشاهد ولا توفر أنظارهم مثل هذه المشاهد، بل هم ينظرون بشهوة حتى للذكور من الأطفال وللتماثيل وللدمى.
فلم تعرف الأم كيف تحمي طفلتها من الأنظار إلا أن تحيط بها مرة من هنا ومرة من هنا، وهي تعرف ماذا تعني هذه الوجوه الشيطانية، وتعرف ماذا يمكن أن تقوله ألسنة الناس عنها.
وانتشر المقطع الفيديو في مواقع التواصل الاجتماعي التي لا ترحم أحداً، وحاولت المرأة التبرير وفقدت توازنها، ولم تعرف كيف تبرر أو تتحدى..
النتيجة أيها الإخوة: فلتنتبهوا إلى ما تقولونه ولتنتبهوا إلى ما تساهمون في تنشيطه من مواقع التواصل الاجتماعي، ففي المجتمعات قد يؤدي القيل والقال والتوبيخ والفضيحة إلى الانتحار، رغم أنهم أقل منا بكلام الناس وأقل اهتماماً بالشرف والعفة.
الموقف الذي حصل هو غلطة من الأم العفيفة المتدينة لحسن ظنها بالمجتمع، إذ ظنت أن من الممكن للإنسان أن يسعد عائلته ويخالط المجتمع ببراءة، وغلطة بأنها لا تعرف سوء المجتمع وتوحشه.
وهناك باب للتوبة والاستغفار دائماً لا ينبغي أن يتدحرج الإنسان بعد الخطأ، فالطفلة صغيرة وربما غير مكلفة وفعلت ما فعلته ببراءة، ومن المؤكد أنها من عائلة متدينة وشريفة، والأخطاء تحصل من جميع الناس.