قال تعالى : {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} يوسف ١١١
____
٥ _ ان هذه القبور وهذه المشاهد الشريفة هي محال نزول رحمة الله تعالى ، وهي مهوى أفئدة المسلمين ،. ومعراج ادعيتهم، ومتنفس مناجاتهم، عندما يأتون إلى المدينة المنورة وينتقلون من زيارة قبر الخاتم صلى الله عليه وآله إلى زيارة قبور ذريته عليهم السلام .
فنحن نحزن كثيرا على هدم هذه الابواب الإلهية، والمتنفسات الروحية الجليلة القدر، العالية المقام، والتي جعل الله أصحابها وسائطا لفيضه، وسبلا يسلكها العباد للوصول إلى رضوانه، وجعل اماكنها محالا لذكره.
قال تعالى : {في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} النور ٣٦
__
٦ _ في ظل تكاثر دعوات الانفتاح والحوار والتسامح الديني والمذهبي والطائفي وحرية التعبير واحترام الرأي الآخر ، فإن احياء الذكرى الاليمة لهدم قبور ال محمد عليهم السلام، والوقفات الاحتجاجية السنوية للاحتجاج على منع بنائها ، و المطالبة بالسماح بتشييدها من جديد هي تجديد متواصل لصناعة السلام والاستقرار في عالم اليوم ، والتي تبدأ من حماية المعتقدات الدينية وحرية ممارسة الشعائر وصيانة التراث الديني والإنساني ، لذلك فإن اعادة بناء البقيع هي مسؤولية شرعية وقانونية وإنسانية مع ما يحققه هذا الاعمار من إقرار للسلم الاجتماعي وحماية الحريات والحقوق وتحقيق التقارب والتعارف والوحدة الإسلامية والإنسانية وترسيخ للتعددية والتنوع الانساني .
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
__________
الشيخ عمار الشتيلي
النجف الاشرف
ذكرى هدم قبور البقيع ١٤٤٦ هج